الحمد لله الكريم المنان، ذى الطول، الّذى كَرمنا بتعاليم الإسلام ، ومنّ علينا بإرساله إلينا أكرم خلقه و أفضلهم لديه، حبيبَه وخليلَه عبدَه ورسولَه محمدا صلى الله عليه و سلم، فمحا به عبادةَ الأوثان، وأكرمه صلى الله عليه و سلم بالقرأن المعجزة المستمرة على تعاقب الأزمان، رسول اهتمّ بعلاقة إنسانية، وأشهد أنّ سيدنا محمدا عبده و رسوله الداعي إلى الإيمان، صلى الله عليه وسلم، وعلى أله وصحبه و ما تعاقب الجديدان، أما بعد
أيها الحاضرون الكرام. هيئة التحكيم الأعزاء....
و مدير الجلسة الذى قد أتاح لى فرصة ثمينة لألقي كلمة أو كلمتين عما يتعلق بالتربية القرأنية فى العلاقات الإنسانية فى المجتمع.
أوّلا حيا بنا نشكر الله تعالى الذى قد أعطانا نعماكثيرة حتى نستطيع به الإجتماع فى هذه البقاع المباركة، ثانيا نصلى ونسلم على خير الأنام سيدنا محمد عليه أفضلُ الصلوات و البركات والسلام الذى أكرمه الله بكتابه أفضلِ الكلام، و به نستطيع أن نفرق الحق والباطل، حسنَ الخلق وسوؤه؟
أيها الحاضرون الأعزاء.....
كما قد علمتم أن الله قد منّ على هذه الأمة بالقرأن المحفوظ من كل تزييف، و جمع فيه جميع ما يحتاج إليه البشر من مواعظَ و أمثال، و أداب و ضروب الأحكام لتنظيم حياتهم و حلِّ مسائل حياتهم للسعادة الدنيوية والأخروية.
إخواني فى الله...
و لكنا رأينا اليوم أنّ معظم المسلمين فى هذا الوطن قد اهملوا و تركوا إحدى التربيات المهمة فى القرأن وهي العلاقات الإنسانية فى المجتمع، فيتحول به الأخوّة إلى الخصومة، فيقتل الناس بعضهم بعضا بغير حق كأن الروح رخيصة لا قيمة لها، النساء يفضلن العري، ولايحفظن فروجهن، يتاجرن البدن،و من جانب أخر نرى الناس لا يتعاون بعضُهم مع بعض على البر والتقوى، يفكر فى نفسه، زهرة الدنيا تنسيهم أحوال اخوانهم الضعفاء والفقراء، الغاية الفردية تبرر الوسائل، كذبوا و خدعوا إخوانهم، هذه النذالة كلها تسيء حالة الوطن، ،كيف تقدم وطننا المحبوب و انحط أخلاقهم؟ هيهات،
ولذلك أيها الحاضرون...
فى هذه الخطابة سألقى لكم العلاجات التى قد أعدها القرأن الكريم لمواجهة هذه النذالة تعليميا و تربويا، ليتحقق المجتمع الإسلامى آمِنا وصالحا :
العلاج الأول : الأخوة : هذه الأخوة التى من أجلها، قاسم المهاجرون الأنصار ديارهم و أموالهم، حتى كان البعض يؤثر غيره بشيء هو فى حاجة ماسة إليه، و قال الله تعالى : " إنّما المؤمنين اخوة" و فى اية اخرى قال تعالى " و يؤثرون على أنفسهم و لو كان فيهم خصاصة:"وإذا صحّ ان المسلمين تَرْبُطهم الأخوة فى الله، فلا يليق بهم أن يتفرقوا و يختلفوا و قال الله تعالى :"ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات"
العلاج الثاني : احترام حق الحياة : فالإسلام يصون النفس البشرية، ويحفظ عليها الحياة ويحرِّم قتلها بغير حق، قال الله تعالى : "و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه و أعدّ له عذابا عظيما"
العلاج الثالث: احترامُ وصيانة الأعراض، وقد كفلت شريعة الإسلام ما يصون الأعراض عن الإنتهاك بالزنا او بالقذف وقد وضعت بذلك الحقوق و الأحكام، والعقوبات المتفاوتة وِفْقا لطبيعة كل فعل، قال الله :"الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة"
العلاج الرابع :مبدأ الشورى : من سمات الإسلام أن جعل علاقاتِ المسلمين بعضِهِمْ ببعض تقوم على مبدأ الشورى، وقد مدح الله هذا المبدأ فى السورة المسماة بهذا المبدأ العظيم، قال الله : "و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون"
العلاج الخامس : الصدق: حث الإسلام على التزام المسلمين للصدق فى كل أقواله، فلايجعل للكذب عليه سبيلا، وذلك حتى تكونَ علاقات الناس مبنية على أساس صحيح من الصفاء و النقاء، لا خِداعَ ولازيف, قال تعالى :"يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
العلاج السادس : حسن الجوار : إهتم الإسلام ببناء علاقات الجوار على أسلوب الحب و الاخاء و المعاملة الحسنة. قال الله تعالى : "واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا، وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى و الجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ان الله لايحب من كان مختالا فخورا"
إخواني فى العقيدة.....
هذه القواعد الأساسية الواضحة الراسخة التى تكاد تلخص العقيدة الإسلامية و شريعتها الإجتماعية مبدؤة بتوحيد الله ومختومة بعهد الله، إن كان جميع المجتمع فى هذا البلاد يعاشر بعضهم بعضا بتلك المبادئ والقواعد الراسخة فتصير إندونيسيا بلدة طيبة وسيكون الله غفورا،
0 komentar:
Posting Komentar